الحوار معه له خصوصيته لانه يمثل جيلا عريقا من فنانّي الزمن الجميل وتجسد اغانيه ذاكرة غنائية خصبة بالنجاحات. عبدو ياغي يعلن ثورته على الوسط الفني، ويسّمي الوقائع باسمائها عبر هذا اللقاء .
لو نفذت اغانيك التي ضربت بالماضي في هذا الزمن، برأيك هل كانت لتحقق النجاح ذاته؟
بالطبع، لان الفنان الحريص على فنه يتقن خِياراته الغنائية فينتقي الكلمة الرصينة التي تفرض اللحن الجميل . بالماضي كانت الاعمال الغنائية تأخذ وقتها قبل ان تبصر النور على عكس اليوم حيث اصبح الفن " شي تكتك ..شي تيعا".
التقدم بالعمر يؤثر على جمالية الصوت؟
طبعا، ففي البدايات يكون الصوت رفيعا لكن مع الخبرة والممارسة يتساوى فيه القرا ر والجواب.
كيف حافظت على صوتك حتى هذا اليوم؟
ابتعدت عن الامور الممنوعة التي تسبب الاذى للصوت مثل تناول الكحول، المخدرات، التدخين وخصوصا النرجيلة . انا في مراهقتي كنت رياضيا، تحملت مسؤولية اخوتي لانني كنت مقربا من والدي، فالاحساس بالمسؤولية وتربية امي الحازمة، منعاني من الانجراف الى الممنوعات.
لماذا انت غائب عن الساحة الفنية؟
ارفض كليا هذه الكلمة، لانني مازلت موجودا ومازال مكاني في الصدارة. ما لا يعرفه الاعلام أنني اقيم حفلات كثيرة في كندا واميركا.
حضورك الفعلي على الساحة الغنائية فيه بعض التقصير؟
انا لا استعطي من الاعلام وليس لدي ادارة لأعمالي ولا شركة انتاج تنتج لي اغان، بل أنا ادير اعمالي بنفسي وأُنتج من مالي الخاص. لان الفن مازال عندي هواية .
تتأسف اليوم على الفن وتنعيه الى مثواه الاخير؟
لا، فمازالت توجد على الساحة الغنائية اصوات قديرة لكنها ضائعة في كومة من الزبالة ( النفايات) فالغالبية تعطي صورة بشعة عن الفن، حتى انهم في الخليج باتوا يتهامسون عن الطائرة الرافدة اليهم ويقولون:" اجت الطيارة اللبنانية والبنات اللبنانيات"، هذا الامر هو نتيجة غياب الرقابة الفنية المسؤولة.
ما رأيك بعرض مسرحية "بنت الجبل"، لروميو لحود اكثر من مرة؟
بصراحة هذه المسرحية هي من اروع ما كتب الكبير روميو لحود ونالت حظها الكبير من النجاح، لذا من حق الجيل الفتي الناشئ ان يتعرف عليها. المسرحية اليوم بعرضها الاخير، حضنت وجوها جديدة ولكنها حافظت على قيمتها.
الا تخاف على ابنتك بريجيت من الاجواء الفنية السائدة؟
لا اخاف عليها من اي شيء لانني واثق مما زرعته في شخصيتها من قيم ومبادىء. بريجيت ابنة مؤمنة هي ابنة الكنيسة وتقوم بواجباتها الدينية وهي البكر في البيت تعي مسؤولياتها جيدا.
هل رعى تلفزيون المستقبل انطلاقتها كما وعدت ادارته بعد اشتراكها في برنامج سوبر ستار؟
للحقيقة كان هناك كلام عن تحضير انطلاقة كبيرة لها، لكن وعدهم ظل حبرا على ورق.
ما الاسباب التي حالت دون ايفائهم بوعدهم؟
بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، استلم الموضوع جان ماري رياشي، وكان المشرفون على الانتاج قد حضّروا لها حوالى 20 اغنية، لكنهم تراجعوا عن الفكرة، ولم يَفُضّوا الاتفاقية التي كانت بيننا وبينهم الا بتاريخها، الامر الذي اعاق انطلاقة بريجيت كما كان يجب.
الم تطالب قانونيا بفض الاتفاقية او اللجوء الى رئيس الحكومة سعد الحريري؟
راجعت اكثر من مرجع يخص دولته حتى انني ارسلت كتابا بهذا الشأن وسلمته للوزير غطاس خوري، الا انني لم احصل على رد او تفسير. تلفزيون المستقبل لا يصنع نجوما ولن يصنع ابدا، لان هذه الصناعة تحتاج لخبراء كفوئين.
ما رأيك بالبرامج الفنية التي تطلق المواهب الغنائية؟
بصراحة، مثل هذه البرامج مهمة جدا على صعيد الانفتاح على كافة الاقطار في الوطن العربي. انما مأخذي فهو على لجان التحكيم التي تتمثل فيها لانها ليست اهلا على الصعيد الفني.
هل تقصد بأن لجان التحكيم تفتقر للخبرة الفنية ؟
اكيد، تصور ان في برنامج " اجمل صوت للصغار"، حين تقدمت الطفلة لين وغنت لذكرى، كنت مع بناتي نشاهد الحلقة وأذهلتني بصوتها وتوقعت لها النجاح، ولكن للاسف لم يكلف احدهم نفسه ويدير لها كرسيه الا كاظم الساهر لانها غنت له اغنية من اغنياته! هل يعقل ان لجنة تحكيم بهذا المستوى لا تفهم خامة الاصوات النادرة وتنتبه لقيمة صوتها، فهي تتمتع بخامة فنية نادرة .
ماذا تطلق من تسمية على فن اليوم؟
"خلّي علاقتنا بالاعلام جيدة". اطلق عليه تسمية الفن التجاري، بدلا من صفة غير مرغوب بها، فالفن اليوم يفتقد الى الثقافة الفنية والاصالة.
ماذا تحمل من ذكريات استديو الفن عام 1973؟
كان العمل الذهبي على المستوى الشعبي و الذي صنع نجوما امثال عبد الكريم الشعار، منى مرعشلي، وليد توفيق، علي جعفر، اّمال طنب، ورجا بدر. وانا حصدت الجائزة الذهبية، وكانت بيروت بأكملها تفرغ من الناس عند عرض الحلقة من كل اسبوع. بالفعل هذا البرنامج ظاهرة لن تتكرر ابدا.
هل وقّع سيمون اسمر عقود احتكار معكم كما فعل في الدورات اللاحقة من البرنامج؟
ابدا لم يحصل مثل هذا الامر.
تغيّر عبدو ياغي عن الامس فنيا وانسانيا؟
تغيرت نحو الافضل، نمّيت خبرتي وثقافتي فنيا وموسيقيا، تزوجت وأسست عائلة متماسكة ومتضامنة .